أعد صياغة أفكارك. أيها الشاكي و مابك داء... كيف تغدو إذا غدوت عليلا. إن شر الجناة في الأرض نفس... تتوقى الرحيل قبل الرحيلا. وترى الشوك في الورود وتعمى... أن ترى فوقها الندى إكليلا. و من كانت نفسه بغير جمال... لم يرى في الوجود شيئا جميلا. أيها الشاكي وما بك داء... كن جميلا ترى الوجود جميلا. لا تجتر التعاسة و خيبات الأمل في حياتك... لا تكن أعمى عن رؤية رسائل القدر...فلا بد وحتما أن في ثنايا كل محنة منحة عظيمه... ما كنت لتبصر الطريق المفتوح لو ظلت عاكفا عند باب مغلق تتوسل حراسه أن يفتحوه لك. خطة القدر أكثر حكمة مما خططت له أنت... ما تريده و تتمناه قد يكون فيه هلاكك أو على أقل تقدير قد تصبح به على هامش الحياة عددا لا عدة. دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على رجل كبير محموم فقال له: طهور إن شاء الله... فسخط الرجل و رد قائلا: بل حمى تفور على شيخ كبير لتورده القبور... فقال عليه الصلاة والسلام: فهي إذا... فتوفي الرجل المحموم بسبب تلك الحمى. أنظر بعين الإيمان و استسلم للقدر و تقبل كل رسائله و أقرأها بعنايه... في كل رساله منه خريطه الوصول إلى نعيم أعظم مما خططت أنت له. وما الخوف إلا ماتخوفه الفتى... و ما الأمن إلا ما تصوره الفتى أمنا.